ما هي العملات الرقمية وكيف تعمل تقنية البلوكشين

في عالمنا الرقمي المتسارع، ظهرت تقنيات جديدة تغير طريقة تعاملنا مع المعلومات والمعاملات. من أبرز هذه التقنيات هي العملات الرقمية وتقنية البلوك تشين. قد تبدو هذه المصطلحات معقدة للوهلة الأولى، لكنها في الواقع أساسية لفهم مستقبل التكنولوجيا المالية. هذا الدليل سيأخذك في رحلة مبسطة لاستكشاف ما هي العملات الرقمية وكيف تعمل تقنية البلوكشين، مع التركيز على آلية عملها وتطبيقاتها المتنوعة.

أبرز النقاط

• البلوك تشين هو سجل رقمي موزع وغير قابل للتغيير، وهو الأساس الذي تقوم عليه العملات الرقمية.
• تعتمد آلية عمل البلوك تشين على تسجيل المعاملات في كتل مترابطة، وتأمينها عبر التشفير.
• توجد أنواع مختلفة من شبكات البلوك تشين، منها العامة والمفتوحة، والخاصة والمقيدة، والمختلطة.
• تساهم تقنية البلوك تشين في تعزيز الأمان، الشفافية، وتقليل الاعتماد على الوسطاء التقليديين.
• تمتد تطبيقات البلوك تشين لتشمل القطاع المالي، سلاسل التوريد، الرعاية الصحية، والعقود الذكية.

ما هي العملات الرقمية وتقنية البلوك تشين؟

في عالمنا الرقمي المتسارع، ظهرت مفاهيم جديدة غيرت طريقة تفكيرنا في المال والمعاملات. أبرز هذه المفاهيم هي العملات الرقمية وتقنية البلوك تشين التي تقف وراءها. قد تبدو هذه المصطلحات معقدة للوهلة الأولى، لكن فهمها ليس بتلك الصعوبة.

تعريف تقنية البلوك تشين

تخيل دفتر حسابات كبير جدًا، لكنه ليس موجودًا في مكان واحد، بل هو منتشر على آلاف، بل ملايين أجهزة الكمبيوتر حول العالم. هذا الدفتر يسجل كل معاملة تحدث، وكل معلومة تُضاف إليه تُشارك مع الجميع تقريبًا. هذا هو جوهر تقنية البلوك تشين، أو سلسلة الكتل. إنها ببساطة سجل رقمي موزع وغير قابل للتغيير، يُسجل المعاملات في “كتل” مرتبطة ببعضها البعض بطريقة مشفرة. هذه التقنية هي الأساس الذي تقوم عليه العملات الرقمية، لكن استخداماتها تتجاوز ذلك بكثير.

مكونات البلوك تشين الأساسية

لفهم كيف تعمل هذه التقنية، دعنا نلقي نظرة على مكوناتها الرئيسية:

• سجل حسابات موزّع: كما ذكرنا، هو قاعدة بيانات مشتركة تحتوي على كل المعاملات. بمجرد تسجيل معلومة، لا يمكن حذفها أو تغييرها بسهولة، مما يمنحها مصداقية عالية.
• العقود الذكية: هذه أشبه ببرامج كمبيوتر صغيرة تنفذ تلقائيًا عند تحقق شروط معينة. تخيل أنك تشتري شيئًا عبر الإنترنت، وبمجرد أن يدفع المشتري، يتم إرسال المنتج تلقائيًا. هذا يقلل الحاجة لوسطاء.
• تشفير المفتاح العام: هذه آلية أمان تستخدم مفتاحين (واحد عام والآخر خاص) للتحقق من هوية المشاركين وضمان أن المعاملات آمنة وصحيحة. الأمر أشبه بوجود قفل ومفتاح لكل معاملة.

البلوك تشين يغير طريقة تعاملنا مع البيانات والمعاملات، فهو يوفر مستوى عالٍ من الأمان والشفافية يصعب تحقيقه بالطرق التقليدية. هذا يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة ومبتكرة في مجالات مختلفة.

العملات الرقمية كاستخدام أساسي للبلوك تشين

ربما تكون العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم هي أشهر تطبيق للبلوك تشين. هذه العملات تستخدم البلوك تشين لتسجيل كل عملية بيع أو شراء أو تحويل. بدلاً من وجود بنك مركزي يتحكم في كل شيء، فإن شبكة البلوك تشين هي التي تدير هذه العمليات. هذا يعني أن المعاملات يمكن أن تتم مباشرة بين الأشخاص، دون الحاجة لوسيط، مما يجعلها أسرع وأحيانًا أرخص. يمكن مقارنة هذا بتطبيقات تسهل حياتنا اليومية، مثل خدمات النقل والدفع التي تربط بين مقدمي الخدمة والمستخدمين مباشرة.

آلية عمل تقنية البلوك تشين

طيب، كيف تشتغل تقنية البلوك تشين بالضبط؟ الموضوع مش معقد زي ما يبدو، خلينا نبسطه.

تسجيل المعاملات في الكتل

كل عملية بتحصل، سواء كانت تحويل عملة رقمية أو أي نوع من البيانات، بيتم تجميعها مع عمليات تانية في حاجة اسمها “كتلة” (Block). تخيلها زي صفحة في دفتر حسابات كبير. كل كتلة بيكون فيها مجموعة من المعاملات اللي حصلت في فترة زمنية معينة. الكتلة دي مش مجرد قائمة معاملات، دي كمان بتحتوي على بصمة تشفيرية فريدة للكتلة اللي قبلها. ده اللي بيربط الكتل ببعضها وبيخلي السلسلة قوية.

آلية كسب التوافق بين المشاركين

عشان الكتلة الجديدة دي تتضاف للسلسلة، لازم أغلب المشاركين في الشبكة يوافقوا إن المعاملات اللي فيها صحيحة. دي اسمها “آلية كسب التوافق” (Consensus Mechanism). فيه طرق كتير عشان نوصل للتوافق ده، أشهرها مثلاً “إثبات العمل” (Proof-of-Work) اللي بتستخدمه البيتكوين، وفيه كمان “إثبات الحصة” (Proof-of-Stake) اللي بتستخدمه شبكات تانية. الفكرة الأساسية هي إن لازم يكون فيه اتفاق جماعي عشان البيانات تتسجل بشكل نهائي. ده بيمنع أي شخص إنه يضيف بيانات غلط أو يتلاعب بالسجل. لو عايز تعرف أكتر عن آليات التوافق المختلفة، فيه تفاصيل كتير ممكن تقراها.

ربط الكتل وتأمين السلسلة

بعد ما نوصل للتوافق، الكتلة الجديدة بتتربط بالكتلة اللي قبلها باستخدام التشفير. كل كتلة فيها حاجة اسمها “هاش” (Hash)، وهو زي بصمة رقمية فريدة للكتلة دي. الهاش ده بيعتمد على البيانات اللي جوه الكتلة، وكمان بيحتوي على هاش الكتلة اللي قبلها. لو حد حاول يغير أي حاجة في كتلة قديمة، الهاش بتاعها هيتغير، وده هيخلي الهاش اللي في الكتلة اللي بعدها مش مطابق، وبالتالي السلسلة كلها هتتكسر وهنعرف إن فيه تلاعب حصل. ده بيخلي السلسلة آمنة جداً وصعبة التغيير.

مشاركة وتحديث سجل الحسابات الموزع

أهم حاجة في البلوك تشين هي إنها “موزعة”. يعني مش فيه نسخة واحدة من دفتر الحسابات ده موجودة في مكان واحد، لأ، كل المشاركين في الشبكة عندهم نسخة كاملة ومحدثة من السجل ده. لما كتلة جديدة تتضاف، النسخة دي بتتوزع على كل المشاركين. ده بيضمن إن الكل عنده نفس المعلومات، ولو جهاز واحد وقع أو اتعرض للخطر، الشبكة كلها بتفضل شغالة والسجل محفوظ عند الباقيين. ده بيخلي النظام شفاف وقوي جداً ضد أي هجمات أو أعطال.

البلوك تشين بتشتغل زي نظام محاسبة جماعي، الكل بيشوف اللي بيحصل، والكل بيوافق على التغييرات، وأي محاولة غش بتتكشف فوراً. ده بيخلي الثقة مش معتمدة على شخص واحد، لكن على النظام كله.

• اللامركزية: لا يوجد نقطة تحكم واحدة.
• الشفافية: يمكن لأي شخص رؤية المعاملات (مع الحفاظ على الخصوصية في بعض الشبكات).
• الأمان: التشفير القوي يجعل التلاعب شبه مستحيل.
• الثبات: بمجرد تسجيل البيانات، يصعب تغييرها.

أنواع شبكات البلوك تشين

زي ما فيه أنواع مختلفة من شبكات الإنترنت، شبكات البلوك تشين كمان بتيجي بأشكال مختلفة، وكل نوع له استخداماته ومميزاته. فهم الأنواع دي بيساعدنا نعرف إزاي التقنية دي مرنة وقابلة للتكيف.

الشبكات العامة والمفتوحة

دي أكتر الأنواع اللي بنسمع عنها، زي البيتكوين والإيثيريوم. أي حد يقدر ينضم للشبكة دي، يبعت معاملات، ويشارك في عملية تأكيدها. اللامركزية والأمان هما أهم حاجة هنا، بس ده ممكن يخليها أبطأ شوية من الأنواع التانية. هي زي الشارع العام، الكل يقدر يمشي فيه.

الشبكات الخاصة والمقيدة

النوع ده عكس العام، هنا فيه جهة معينة هي اللي بتتحكم مين يدخل الشبكة وإيه صلاحياته. الشركات ممكن تستخدمها عشان تسجل بياناتها الداخلية أو تدير عمليات معينة. بتوفر خصوصية أكتر وكفاءة أعلى، بس طبعًا بتكون مركزية أكتر. دي أشبه بإنك تكون عضو في نادي خاص، مش أي حد يقدر يدخل.

الشبكات المختلطة والاتحادية

الأنواع دي بتحاول تاخد أحسن ما في النوعين اللي فاتوا. ممكن أي حد يشوف اللي بيحصل على الشبكة، بس مش أي حد يقدر يضيف معلومات جديدة أو يغيرها، لازم يكون معتمد. ده مفيد في حاجات زي الرعاية الصحية أو لما الحكومات تستخدمها، حيث الشفافية مهمة بس لازم يكون فيه تنظيم. فيه كمان شبكات بتديرها مجموعة من المنظمات مع بعض، مش جهة واحدة، وده بيحصل في الصناعات الكبيرة زي البنوك أو سلاسل التوريد عشان يسهلوا التعاون بينهم. ده بيخلي الأمور منظمة أكتر وفي نفس الوقت بتسمح بالتعاون بين أطراف كتير. لو بتفكر في طريقة لتنظيم المدفوعات بين الشركات، ممكن تشوف حلول زي دي تنظيم المدفوعات.

كل نوع من الشبكات دي له استخداماته الخاصة، وبيعتمد الاختيار بينها على احتياجات المشروع من حيث اللامركزية، السرعة، الخصوصية، والتحكم.

أهمية البلوك تشين في الثورة الرقمية

تُعد تقنية البلوك تشين أكثر من مجرد أساس للعملات الرقمية؛ إنها بنية تحتية قوية تُعيد تشكيل طريقة تعاملنا مع البيانات والمعاملات في العصر الرقمي. أهميتها تكمن في قدرتها على إحداث تحولات جذرية في مختلف القطاعات، مما يجعلها محركًا رئيسيًا للثورة الرقمية.

تعزيز الأمان ضد التلاعب

من أبرز ما يميز البلوك تشين هو مستوى الأمان العالي الذي توفره. بفضل طبيعتها اللامركزية، لا يوجد نقطة فشل مركزية يمكن استهدافها. كل معاملة تُسجل في كتلة، وهذه الكتل تُربط ببعضها البعض بشكل تسلسلي باستخدام التشفير. إذا حاول أحدهم التلاعب ببيانات كتلة معينة، فإن ذلك سيؤدي إلى تغيير التجزئة (hash) الخاصة بها، مما سيؤثر على جميع الكتل اللاحقة ويكشف التلاعب فورًا. هذا يجعل السجل غير قابل للتغيير تقريبًا، مما يوفر حماية قوية ضد أي محاولات للغش أو التزوير. هذا المستوى من الأمان يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة تتطلب ثقة عالية في سلامة البيانات.

ضمان الشفافية والتوثيق الصحيح

كل المشاركين في شبكة البلوك تشين لديهم نسخة من السجل الموزع. هذا يعني أن جميع المعاملات تكون مرئية وقابلة للتدقيق من قبل أي شخص لديه صلاحية الوصول. هذه الشفافية الكاملة تقلل من الحاجة إلى الثقة بين الأطراف، حيث يمكن للجميع التحقق من صحة المعاملات بأنفسهم. في مجالات مثل سلاسل التوريد، يمكن تتبع كل خطوة من الإنتاج إلى التسليم، مما يضمن أصالة المنتجات ويقلل من عمليات الاحتيال. هذا التوثيق الدقيق والمستمر يعزز الثقة ويقلل من النزاعات.

الاستغناء عن الوسطاء التقليديين

تسمح البلوك تشين بإجراء المعاملات مباشرة بين طرفين دون الحاجة إلى وسيط تقليدي مثل البنوك أو شركات الدفع. هذا يلغي الحاجة إلى طرف ثالث للتحقق من المعاملات وتسهيلها، مما يقلل من التكاليف والوقت المستغرق. على سبيل المثال، في التحويلات المالية الدولية، يمكن إرسال الأموال مباشرة من شخص لآخر بتكلفة أقل وبسرعة أكبر بكثير مقارنة بالطرق التقليدية التي تتضمن بنوكًا مراسلة متعددة. هذا التغيير الجذري في نماذج الأعمال يمكن أن يؤدي إلى توفير كبير في تكاليف المعاملات.

المعاملات في الوقت الفعلي

بمجرد إضافة معاملة إلى كتلة وتأكيدها من قبل الشبكة، يتم تحديث السجل الموزع على الفور لدى جميع المشاركين. هذا يعني أن البيانات تكون دائمًا محدثة، مما يتيح إجراء المعاملات في الوقت الفعلي تقريبًا. هذه السرعة والكفاءة مهمة جدًا في الأسواق المالية، حيث يمكن للمتداولين الاستجابة للتغيرات بسرعة أكبر. كما أنها مفيدة في تطبيقات أخرى مثل إدارة الهوية الرقمية أو تتبع الأصول، حيث تكون المعلومات الدقيقة والمحدثة ضرورية.

استخدامات وتطبيقات البلوك تشين العملية

تقنية البلوك تشين مش مجرد كلام عن عملات رقمية زي البيتكوين، دي تكنولوجيا ليها تطبيقات عملية كتير بتغير طريقة شغلنا في مجالات مختلفة. تعالوا نشوف إزاي.

البلوك تشين في القطاع المالي والبنوك الرقمية

البنوك الرقمية بتستفيد بشكل كبير من البلوك تشين. تخيل إنك تقدر تحول فلوس بره بلدك في ثواني وبأقل تكلفة، من غير ما تستنى أيام أو تدفع رسوم كتير للوسطاء. البلوك تشين بيخلي ده ممكن. كمان، العقود الذكية بتساعد في إدارة القروض والاستثمارات بشكل أسرع وأكثر شفافية. ده بيقلل الأخطاء وبيخلي التعاملات المالية أسهل بكتير.

تطبيقات في سلاسل التوريد والرعاية الصحية

في سلاسل التوريد، البلوك تشين بيخلينا نتتبع أي منتج من أول ما اتصنع لحد ما وصلك. ده بيساعد الشركات تعرف مصدر أي مشكلة لو حصلت، وبيقلل فرص الغش أو التلاعب بالمنتجات. يعني لو بتشتري حاجة، تقدر تتأكد من أصلها وجودتها. أما في الرعاية الصحية، فالبلوك تشين بيأمن بيانات المرضى بشكل قوي جداً. ده بيسهل مشاركة السجلات الطبية بين الدكاترة والمستشفيات بأمان، وبيضمن إن المعلومات دي متتغيرش أو تتسرب. ده بيساعد في التشخيص والعلاج بشكل أفضل.

دور البلوك تشين في تأمين العمليات الانتخابية

تخيل انتخابات نزيهة تماماً، محدش يقدر يغير فيها حاجة. البلوك تشين ممكن يساعد في ده. كل صوت بيتسجل على السلسلة بطريقة مشفرة، ومحدش يقدر يعدل عليه بعد كده. ده بيضمن إن النتيجة النهائية تعكس إرادة الناخبين بالظبط. كمان، الشفافية اللي بيوفرها البلوك تشين بتخلي أي حد يقدر يتأكد من صحة العملية الانتخابية.

العقود الذكية ودورها في الأتمتة

العقود الذكية دي زي اتفاقيات بتنفذ نفسها بنفسها أول ما الشروط اللي فيها تتحقق. يعني لو اشتريت حاجة أونلاين، العقد الذكي ممكن يبعت الفلوس للبايع تلقائيًا أول ما تستلم المنتج وتأكد استلامه. ده بيوفر وقت ومجهود كبير وبيقلل الحاجة لوسطاء كتير. كمان بيقلل فرص النصب أو التأخير في تنفيذ الاتفاقيات. دي خطوة كبيرة نحو أتمتة كتير من العمليات اللي بنعملها كل يوم.

البلوك تشين مش مجرد تقنية للمستقبل، دي تقنية بتغير الواقع دلوقتي. من تسهيل المعاملات المالية، لتأمين البيانات، لضمان نزاهة العمليات، تطبيقاتها بتتوسع كل يوم. فهم كيفية عملها بيفتح أبواب كتير للابتكار والاستفادة منها في حياتنا اليومية والمهنية.

لو عايز تعرف أكتر عن كيفية الحصول على تصاريح معينة أو إجراءات دفع مرتبطة بالخدمات الحكومية، ممكن تلاقي معلومات مفيدة عن إجراءات دفع التصاريح.

مميزات ومخاطر تقنية البلوك تشين

تُعد تقنية البلوك تشين، رغم حداثتها النسبية، سلاحًا ذا حدين يحمل في طياته مزايا جمة وتحديات لا يُستهان بها. فهم هذه الجوانب يساعدنا على تقدير إمكانياتها الحقيقية وتوقع مسار تطورها المستقبلي.

الأمان المتقدم والكفاءة المحسنة

من أبرز ما يميز البلوك تشين هو مستوى الأمان العالي الذي توفره. بفضل التشفير المتقدم واللامركزية، يصبح التلاعب بالبيانات أو اختراقها أمرًا صعبًا للغاية. كل معاملة تُسجل في كتلة، وهذه الكتلة ترتبط بالكتلة التي سبقتها عبر بصمة تشفيرية فريدة. إذا حاول أحدهم تغيير معلومة في كتلة قديمة، فإن بصمتها ستتغير، مما يؤدي إلى عدم تطابقها مع الكتلة التالية، وبالتالي يتم اكتشاف التلاعب فورًا. هذا يجعل سجل المعاملات غير قابل للتغيير تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن طبيعة الشبكة الموزعة تعني عدم وجود نقطة فشل مركزية واحدة، مما يزيد من متانتها.

على صعيد الكفاءة، تلغي البلوك تشين الحاجة إلى وسطاء تقليديين في العديد من العمليات. هذا يعني تقليلًا في الوقت والتكاليف المرتبطة بالتحقق والموافقة على المعاملات. تخيل أنك ترسل أموالًا عبر الحدود؛ عادةً ما تمر عبر عدة بنوك وتستغرق أيامًا وتتضمن رسومًا. مع البلوك تشين، يمكن أن تتم المعاملة بشكل مباشر بين الطرفين، مما يجعلها أسرع وأقل تكلفة. هذا التحسين في الكفاءة يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة ومبتكرة في مختلف القطاعات، مثل تسريع المعاملات المالية.

التدقيق السريع واللامركزية

نظرًا لأن جميع المشاركين في الشبكة يمتلكون نسخة من سجل المعاملات، فإن عملية التدقيق تصبح أسهل وأسرع بكثير. يمكن لأي طرف مخول التحقق من صحة أي معاملة في أي وقت دون الحاجة إلى طلب إذن من جهة مركزية. هذا يعزز الشفافية بشكل كبير ويقلل من احتمالات الاحتيال أو الأخطاء البشرية. إن طبيعة البلوك تشين اللامركزية تعني أن السلطة لا تتركز في يد جهة واحدة، بل تتوزع على جميع المشاركين في الشبكة. هذا يمنع أي كيان من التحكم في البيانات أو التلاعب بها، مما يمنح المستخدمين مزيدًا من السيطرة على معلوماتهم.

تحديات قابلية التوسع واستهلاك الطاقة

رغم كل هذه المزايا، تواجه تقنية البلوك تشين بعض التحديات الكبيرة. أحد أبرز هذه التحديات هو قابلية التوسع. بعض شبكات البلوك تشين، خاصة تلك التي تعتمد على آلية إثبات العمل (Proof-of-Work) مثل البيتكوين، يمكنها معالجة عدد محدود من المعاملات في الثانية مقارنة بأنظمة الدفع التقليدية. هذا البطء قد يكون عائقًا أمام تبنيها على نطاق واسع في التطبيقات التي تتطلب سرعة عالية جدًا. هناك جهود مستمرة لتطوير حلول لزيادة قابلية التوسع، مثل تقنيات الطبقة الثانية أو تغيير آليات الإجماع.

تحدٍ آخر مهم هو استهلاك الطاقة. آلية إثبات العمل تتطلب قدرًا هائلاً من الطاقة الحاسوبية لتأمين الشبكة والتحقق من المعاملات. هذا الاستهلاك المرتفع للطاقة يثير مخاوف بيئية ويجعل بعض الشبكات غير مستدامة على المدى الطويل. لحسن الحظ، تتجه العديد من الشبكات الجديدة نحو آليات إجماع أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، مثل إثبات الحصة (Proof-of-Stake)، مما يقلل من البصمة الكربونية لهذه التقنية.

خاتمة: ما بعد الأساسيات

طيب، وصلنا للنهاية. زي ما شفنا، البلوك تشين والعملات الرقمية مش مجرد كلام بنسمعه في الأخبار أو بنشوفه في الأفلام. دي تقنية حقيقية ليها استخدامات كتير بتبدأ من الفلوس الرقمية وبتوصل لحاجات تانية زي تأمين البيانات وتتبع المنتجات. الموضوع ممكن يبدو معقد في الأول، بس مع الوقت والفهم، هتبدأ تشوف إزاي الحاجات دي بتشتغل حوالينا. المهم إننا نفضل نتعلم ونواكب التطورات دي، لأنها شكلها هتغير حاجات كتير في حياتنا اليومية وفي طريقة شغلنا.

أسئلة شائعة

ما هي تقنية البلوك تشين ببساطة؟

تخيل دفتر حسابات كبير جدًا ومفتوح للجميع، وكل صفحة فيه هي كتلة تسجل معلومات عن معاملات تمت. هذه الصفحات (الكتل) مرتبطة ببعضها البعض بشكل قوي جدًا، ولا يمكن تغيير أي معلومة فيها بعد تسجيلها. هذا الدفتر موزع على أجهزة كثيرة، وكل شخص لديه نسخة منه، مما يجعل من الصعب جدًا الغش أو التلاعب.

ما علاقة العملات الرقمية بالبلوك تشين؟

البلوك تشين هي التقنية الأساسية التي تجعل العملات الرقمية تعمل. مثل البيتكوين أو الإيثيريوم. البلوك تشين هو السجل الذي يوضح من يملك ماذا وكيف تنتقل العملات من شخص لآخر، وكل هذا يتم بأمان وبدون الحاجة لبنك مركزي.

هل البلوك تشين آمنة جدًا؟

نعم، البلوك تشين تعتبر آمنة جدًا. السبب هو أنها لا مركزية (لا يوجد مكان واحد للتحكم بها) وتستخدم تشفيرًا قويًا جدًا. أي محاولة لتغيير معلومة في كتلة واحدة ستؤثر على كل الكتل التي بعدها، وسيكتشفها الجميع على الشبكة فورًا.

هل يمكن استخدام البلوك تشين في غير العملات الرقمية؟

بالتأكيد! البلوك تشين لها استخدامات كثيرة جدًا. يمكن استخدامها في تتبع المنتجات في المصانع، لتأمين السجلات الطبية، في التصويت الإلكتروني، لتسجيل الملكيات، وحتى في العقود التي تنفذ نفسها تلقائيًا (العقود الذكية).

ما هي أنواع شبكات البلوك تشين؟

هناك أنواع مختلفة. الشبكات العامة مثل البيتكوين مفتوحة للجميع. الشبكات الخاصة تتحكم بها جهة واحدة. وهناك شبكات مختلطة تجمع بين الاثنين، وشبكات اتحادية تديرها عدة جهات معًا.

ما هي أهمية البلوك تشين في المستقبل؟

البلوك تشين ستغير الكثير من الأمور. ستجعل المعاملات أسرع وأكثر أمانًا وشفافية، وستقلل الاعتماد على الوسطاء مثل البنوك في بعض الخدمات، مما يوفر الوقت والمال ويفتح أبوابًا جديدة للابتكار في مجالات عديدة.